غالباً ما يقع المرء في حيرة من أمره عندما يرغب في شراء حاسوب جوال جديد، حيث يظهر السؤال المُلح، هل يحتاج إلى حاسب لوحي أم جهاز «لاب توب»؟ يجيب الخبراء عن هذا التساؤل بأن الأجهزة الهجينة، التي ظهرت، أخيراً، يمكن أن تكفي احتياجات المستخدم الحائر ما بين الحواسب اللوحية وأجهزة «اللاب توب». وشهدت أروقة المعارض العالمية التي أقيمت، أخيراً، في أنحاء مختلفة من العالم، قيام العديد من الشركات العالمية بتقديم حواسب لوحية مزودة بلوحة مفاتيح، إضافة إلى أجهزة «لاب توب» يمكن تحويلها إلى حواسب لوحية. ومن الحلول الذكية أيضاً التي ظهرت في المعرض، إمكانية استخدام لوحة المفاتيح كغطاء أو بطارية إضافية أو حامل للحاسب اللوحي.
ريادة
ويعد جهاز آسوس «Eee Pad Transformer» رائد اتجاه الموديلات الهجينة في عالم الحواسب اللوحية، وفي السابق كانت هذه الأجهزة تعتمد على نظام تشغيل «غوغل أندرويد»، وهو الأمر الذي تغير في الوقت الراهن. وتطلق شركة «آسوس» حالياً على الحواسب اللوحية المزود بنظام تشغيل «مايكروسوفت»، «ويندوز 8» تحت اسم « Transformer BookA» وتأتي هذه الأجهزة مزودة بلوحة مفاتيح كقاعدة إرساء.
ونظراً لتوافر الأجهزة الجديدة بشاشات مقاس 11.6 و13 و14 بوصة، وكذلك معالجات إنتل Core-i في جميع الموديلات تقريباً، فإن الشركة التايوانية تعد عملائها بأنه يمكن استخدام حواسبها اللوحية الجديدة كأجهزة «ألترابوك» قابلة للتحويل. ويؤكد مدير المنتجات في شركة «آسوس»، هاريس موزيميك، على ذلك بقوله: «لقد قمنا في الموديلات الجديدة بجمع كل مزايا الحواسب اللوحية وأجهزة اللاب توب».
«ويندوز 8»
ترغب شركة «مايكروسوفت» الأميركية في الجمع بين طريقتي إدخال البيانات عن طريق نظام «ويندوز 8»، فمن جانب يدعم نظام التشغيل الجديد طريقة الإدخال عن طريق الشاشة اللمسية من خلال الأقسام الكبيرة الملونة والمعروفة في نظام تشغيل الهواتف الذكية.
ومن الجانب الآخر، سيظل هناك سطح المكتب القديم، الذي يمكن استعماله عن طريق لوحة المفاتيح أو لوحة اللمس، مثل أي جهاز «لاب توب» تقليدي.
وأوضح خبير قابلية الاستخدام هندريك فيلمانس قائلاً: «نظام (ويندوز 8) يبدو كأنه مصمم للحواسب اللوحية الهجينة». وعن إمكانية استعمال الحواسب اللوحية في مجالات الأعمال أضاف فيلمانس «لا أعتقد أن الحاسب اللوحي «آي باد» الشهير يمكن أن يظهر بشكل مناسب للعمل». وتعتزم «مايكروسوفت» طرح الإصدار «RT »من نظام «ويندوز 8» ليكون مخصصاً لمعالجات «ARM» بالأجهزة الجوالة، وستعتمد العديد من الشركات العالمية على هذا الإصدار، ومنها بالطبع شركة «مايكروسوفت» في حاسبها اللوحي Surface..
وبالتوازي مع هذا الإصدار المخصص للأجهزة الجوالة ستطرح الشركة الأميركية إصدار أقوى من نظام «ويندوز 8»، لكي يتم استخدامه مع تقنية «x86 » ،فائقة الأداء، أو معالجـــات «Core-i»، أو «Atom»، وسيزخر هذا الإصدار بالعديد من البرامج التي لا تعد ولا تحصى، وأعلنت شركة «إنتل» بالفعل أثناء مشاركتها في فعاليات معرض « CES » الإلكترونيات عن إطلاق معالجات «Atom» جديدة ثنائية النواة وقوية الأداء باسم Clover Trail .
وإلى جانب الحاسب اللوحي المزود بشاشة مقاس 10.1 بوصات ومعالــج «Tegra 3» رباعي النواة ونظام تشغيل «ويندوز RTA» تشترك آسوس في سباق الموديلات الهجين أيضاً عن طريق الحاسب اللوحي « Vivo Tab» المزود بشاش مقاس 11.6 بوصة ونظام «ويندوز 8» فائق الأداء ومعالج «Atom» الجديد. ويبلغ وزن الحواسب اللوحية بدون لوحة المفاتيح 520 و 675 غراماً ويمكن استعمالها بواسطة طريقة الإدخال بالقلم Stylus.
حرية الحركة
وتسعى شركة سامسونغ أيضاً للمشاركة في سباق الموديلات الهجين، ولا يُعرف ما إذا كان الأمر مصادفة أم لا، حيث قدمت الشركة الكورية الجنوبية أثناء مشاركتها في فعاليات معرض الإلكترونيات IFA 2012،، سلسلة جديدة من الأجهزة تحمل اسم Ativ.
ويأتي الجهاز Ativ Smart PC مزوداً بشاشة مقاس 10.1 بوصة ومعالج Atom،ٍُ، في حين يعتمد الجهاز« Ativ Smart PC Pro »على معالج Core-i5 وشاشة مقاس 11.6 بوصة. ولن تستخدم شركة «سامسونغ» في البداية الإصدار RT،، لكنها قامت بتثبيت نظام الويندوز الجديد على سلسلة الأجهزة الجديدة Ativ،، التي يبلغ وزنها 750 ـ 884 غراماً، لذلك فإنها تبدو أثقل من أجهزة Vivo من شركة آسوس.
ويرجع هذا الوزن الزائد إلى قيام شركة «سامسونغ» بتركيب بطارية إضافية في لوحة المفاتيح. وأوضح مدير الشركة الكورية الجنوبية، داميان كوزاك، مزايا الجهاز Ativ Smart PC Pro،، بقوله: «إنه يجمع بين قوة أجهزة اللاب توب وحرية حركة الحواسب اللوحية».
وتقدم شركة «سوني» في معرض الإلكترونيات «IFA 2012» تسليط الأضواء على حاسب لوحي بنظام «ويندوز 8» يحمل اسم Vaio Duo 11A، ولا تعول الشركة اليابانية في هذا الموديل الهجين، المزود بطريقة إدخال البيانات بواسطة القلم، على قاعدة إرساء بها لوحة مفاتيح قابلة للخلع، ويتم تثبيتها عن طريق مغناطيس، لكنها تعتمد على آلية طي متطورة، تعمل على نصب الشاشة مقاس 11.6 بوصة، وبالتالي تظهر لوحة المفاتيح المختفية أسفلها.
و كشفت «آيسر» النقاب عن اثنين من الحواسب اللوحية المزودة بنظام تشغيل «ويندوز 8»، هما الموديل Iconia W510 المُزود بشاشة 1ر10 بوصة مع قاعدة إرساء بها لوحة مفاتيح، لا تشتمل على بطارية إضافية فقط، لكن يوجد بها منفذ USB أيضاً. وإذا تم تدوير لوحة المفاتيح بمقدار 295 درجة فإنها تصبح بمثابة حامل للحاسب اللوحي.
في المقابل، يأتي الموديل Iconia W700 بشاشة مقاس 11.6 بوصة، كذلك إطار تثبيت لغرض نصب الجهاز بشكل قائم أو عرضي. وتقدمت شركة فوجيتسو الحاسب اللوحي الهجين Q702 بنفس مقاس الشاشة مع معالج Core-i3 ولوحة مفاتيح بها بطارية إضافية. وكشفت شركة «ديل» النقاب عن حواسب لوحية هجينة XPS 10 ذات شاشة مقاس 10 بوصات وتعتمد على إصدار الويندوز RT.
استمرار «أندروي»
انتشار نظام تشغيل «ويندوز 8» الجديد من شركة «مايكروسوفت» لا يعني أبداً أن عصر «غوغلأندرويد» قد ولى وانقضى؛ نظراً لتزايد اعتماد الشركات المنتجة للوحات المفاتيح على نظام التشغيل من شركة «غوغل»، ويقول فيلمانس «مساحة العرض المحدودة تضفي على لوحة المفاتيح سحر الحواسب اللوحية».
وقدمت شركة «أركوس»، على سبيل المثال، الموديل « 101 XS » مع الغطاء الذي يجمع بين غطاء ولوحة مفاتيح. ويتم تثبيت الحاسب اللوحي، المزود بشاشة مقاس 10.1 بوصات ونظام أندرويد 4.1 ومعالج ثنائي النواة، على لوحة المفاتيح التي لا يتجاوز سُمكها 5 ملليمترات عن طريق شريط مغناطيسي ودعامة طي. ويتوافر الحاسب اللوحي المزود بنظام «غوغل أندرويد» مع لوحة المفاتيح النحيفة نظير كلفة منخفضة نسبياً، لا تزيد على 477 دولاراً أميركياً.
ونظراً لأن شركة «غوغل» تقدم نظام «أندرويد» مجاناً على عكس نظام تشغيل «مايكروسوفت»، فإنه ليس من المتوقع انخفاض كلفة الحواسب اللوحية المتطورة التي ستأتي غالباً مزودة بنظام تشغيل «ويندوز 8»، ومعالجات «إنتل» فائقة الأداء وشاشات «IPS»بمقاسات كبيرة وفائقة الوضوح مع ثبات زاوية الرؤية بها.
وأضاف فيلمانس أنه «علينا أن ننتظر، فربما يحدث تطور ويتم طرح موديلات منخفضة الكلفة من الحواسب اللوحية الهجينة، لكن على أية حال يعد مفهوم لوحات المفاتيح القابلة للخلع من الأمور المثيرة للاهتمام، حيث يتمكن المستخدم في كل مرة من تحديد ما إذا كان سيصطحب لوحة المفاتيح معه أم لا».
ولكن من خلال توافر دعم نظام تشغيل «ويندوز 8»، يمكن لأجهزة «اللاب توب» المزودة بشاشة لمسية قابلة للتدوير أو الطي أن تصبح مثيرة للاهتمام، مثل الحواسب اللوحية الهجين.
